البيت الأبيض ينشر استراتيجية الأمن القومي الأمريكية الجديدة.. ماذا تضمنت؟
البيت الأبيض
وكالات
قالت استراتيجية الأمن القومي الأمريكية، التي نُشرت اليوم الجمعة على موقع البيت الأبيض، إن أوروبا تواجه “محوًا حضاريًا” ويجب عليها تغيير مسارها إذا أرادت أن تظل حليفًا موثوقًا به للولايات المتحدة، وفق ما نقلت وكالة “رويترز”.
وجاء في الوثيقة: “يجب أن يكون هدفنا مساعدة أوروبا على تصحيح مسارها الحالي”، مضيفة أنها تريد “العمل مع الدول المتحالفة معها والتي تريد استعادة عظمتها السابقة”.
وأضافت أن عصر تحمل الولايات المتحدة أعباء العالم وحدها قد انتهى، “وعلى الحلفاء تحمل مسؤولياتهم”. وتابعت: “يجب إنهاء التصور بأن شمال الأطلسي تحالف قابل للتمدد إلى ما لا نهاية”.
واستراتيجية الأمن القومي، هي وثيقة تصدر بشكل دوري من قِبل السلطة التنفيذية والتي تحدد رؤية الرئيس الأمريكي للأمة، بما في ذلك الأولويات والتهديدات والاستراتيجيات للتعامل معها.
وتضمن التقرير مقدمة موقعة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي قال إنها “خريطة طريق لضمان بقاء أمريكا أعظم وأنجح دولة في تاريخ البشرية”.
يردد صدى خطاب فانس الذي أثار القلق
بعض عبارات الوثيقة تُذكّر بخطابٍ لنائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس في ميونيخ فبراير الماضي، والذي أثار صدمةً في العواصم الأوروبية. إذ قال فانس إن قلقه الأكبر هو “تهديد من داخل” أوروبا، وما وصفه بتراجعٍ عن القيم المشتركة مع الولايات المتحدة.
وجاء في وثيقة الاستراتيجية أن الولايات المتحدة لا تزال “مرتبطة عاطفيًا” بالدول الأوروبية بما في ذلك بريطانيا وأيرلندا، لافتة إلى أن “طبيعة هذه الدول مهمة استراتيجيًا أيضًا”.
وأضافت أنه “من المعقول للغاية” أن تصبح بعض الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي “أغلبية غير أوروبية” خلال بضعة عقود، وأن “السؤال المفتوح” هو ما إذا كانت هذه الدول سوف تنظر إلى التحالف بنفس الطريقة.
وحمّلت الوثيقة المسؤولين الأوروبيين مسؤولية إفشال الجهود الأمريكية لإنهاء الحرب في أوكرانيا، متهمة حكوماتهم بتجاهل ما تقول إنه “أغلبية شعبية أوروبية واسعة” تريد إنهاء الحرب.
وقالت إن من المصلحة الاستراتيجية للولايات المتحدة التفاوض على حل سريع في أوكرانيا وإعادة إرساء “الاستقرار الاستراتيجي” مع روسيا.
“أسوأ من خطاب فانس”
ومن جانبها، رفضت المفوضية الأوروبية التعليق على الوثيقة. وقال دبلوماسي أوروبي، طلب عدم الكشف عن هويته: “اللهجة المتعلقة بأوروبا ليست واعدة، بل أسوأ من خطاب فانس في ميونيخ في فبراير”.
وأبدى السياسيون والمسؤولون الأوروبيون استياءهم من نبرة واشنطن، ولكن في حين يسارعون إلى إعادة بناء جيوشهم المهملة لمواجهة التهديد المتصور من روسيا، فإنهم ما زالوا يعتمدون بشكل كبير على الدعم العسكري الأمريكي.
وفيما يتعلق بالعلاقات مع الصين، قالت الوثيقة، إن بكين منافس اقتصادي وليس عسكري. وأكدت أن الولايات المتحدة ستعمل على “إعادة توازن العلاقة الاقتصادية مع الصين عبر إعطاء الأولوية للمعاملة بالمثل والعدالة، لاستعادة استقلال الاقتصاد الأمريكي”.
وفي الوقت ذاته، أكدت على ضرورة الحفاظ على ردع عسكري قوي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ “لمنع الحرب هناك”.
اقرأ أيضًا:
الأمن القومي الأمريكي: الناتو غير قابل للتمدد إلى ما لا نهاية




