السودان يعرض على روسيا إنشاء أول قاعدة بحرية لها في أفريقيا
السودان
كتب : أسماء البتاكوشي
01:05 م
02/12/2025
قدّمت الحكومة السودانية في بورتسودان، عرضًا لروسيا يمنحها أول قاعدة بحرية لها في أفريقيا، وموقعًا غير مسبوق يطل على طرق التجارة الحيوية في البحر الأحمر، وفقًا لمسؤولين سودانيين.
وحسب صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، “إذا تم تنفيذ الاتفاق، فسيشكّل ميزة استراتيجية لموسكو، التي كافحت لتعزيز نفوذها في القارّة، كما سيكون تطورًا مقلقًا للولايات المتحدة، التي سعت لمنع روسيا والصين من السيطرة على الموانئ الأفريقية التي يمكنهما استخدامها لإعادة تسليح السفن الحربية وصيانتها، وربما خنق الممرات البحرية الحيوية.
وبموجب مقترح يمتد لـ25 عامًا قدّمته الحكومة السودانية لمسؤولين روس في أكتوبر الماضي، سيكون من حق موسكو نشر ما يصل إلى 300 جندي، ورسو ما يصل إلى 4 سفن حربية -بما فيها السفن النووية- في ميناء بورتسودان أو منشأة أخرى لم يُكشف عن موقعها بعد على البحر الأحمر، كما ستحصل روسيا على أفضلية في عقود التعدين المربحة في السودان، ثالث أكبر منتج للذهب في أفريقيا، بحسب المسؤولين.
القاعدة الروسية المقترحة في بورتسودان
ولفتت الصحيفة الأمريكية، إلى أنه من بورتسودان، ستكون موسكو في موقع مثالي لمراقبة حركة الملاحة من وإلى قناة السويس، الطريق المختصر بين أوروبا وآسيا الذي يمر عبره نحو 12% من التجارة العالمية.
وفي مقابل السماح للقوات الروسية باستخدام أراضيها على المدى الطويل، قال المسؤولون السودانيون، إن النظام العسكري المنهك في البلاد سيحصل على أنظمة دفاع جوي روسية متقدمة وأسلحة أخرى بأسعار تفضيلية، بينما يواصل حربه ضد قوات الدعم السريع المتمردة.
وقال مسؤول عسكري سوداني لصحيفة وول ستريت جورنال، إن السودان بحاجة إلى إمدادات أسلحة جديدة، لكنه أقر بأن إبرام اتفاق مع روسيا قد يسبب مشكلات مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وتثير إمكانية إقامة قاعدة روسية على البحر الأحمر قلق المسؤولين الأمنيين الأمريكيين الذين يتنافسون مع بكين وموسكو منذ سنوات على النفوذ العسكري في أفريقيا، فالنشاط البحري الروسي محدود حاليًا بسبب نقص الموانئ حيث يمكن للسفن إعادة التزود بالوقود أو إجراء الإصلاحات.
وقال مسؤول أمريكي رفيع، إن قاعدة روسية في ليبيا أو بورتسودان قد توسّع قدرة موسكو على عرض قوتها وتمكّنها من العمل دون قيود.
وهناك فوائد أقل وضوحًا للانتشار العالمي. فوجود قاعدة في أفريقيا “يعزز نفوذ روسيا من خلال منحها المزيد من الهيبة الدولية والقوة”، بحسب الجنرال المتقاعد مارك هيكس، الذي قاد وحدات العمليات الخاصة الأمريكية في أفريقيا، وفق ما أوردته وول ستريت جورنال.

وقالت صحيفة وول ستريت جورنال، إن القوات الروسية تنتشر في أنحاء القارة، من غينيا إلى جمهورية أفريقيا الوسطى، ولطالما سعت للحصول على وصول دائم إلى بورتسودان.
ولفتت الصحيفة الأمريكية، إلى أن السلطات السودانية شجّعت الطموحات الروسية، لكنها حتى الآن كانت مترددة في إتمام مثل هذا الاتفاق.
وتأتي مساعي السودان وروسيا لعقد الاتفاق في وقت فقدت فيه موسكو بعض نفوذها في أفريقيا، فقبل سنوات قليلة فقط، كانت دول مثل مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى تستعين بمرتزقة مجموعة فاغنر المرتبطة بالكرملين لحماية قادتها ومحاربة خصومهم.
كما انهارت بعض مشاريع فاجنر في القارة بعد تمرد مؤسسها يفجيني بريجوجين ضد بوتين عام 2023، وموته لاحقًا عندما انفجر جهاز ناسف أدى إلى سقوط جناح طائرته على ارتفاع 28 ألف قدم. ولم تنجح القوة العسكرية الرسمية الجديدة للكرملين حتى الآن في تكرار نجاح فاجنر المالي أو السياسي في أفريقيا.

دعمت موسكو في البداية قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي، واستغلت علاقاتها للوصول إلى مناجم الذهب السودانية، لكن سرعان ما تغيّرت الولاءات، فالمتمردون، -بحسب المسؤولين اعتبروا الدعم الروسي غير كافٍ وفتحوا قنوات مع أوكرانيا، ما دفع روسيا للتحول نحو الجيش السوداني.




