الضغط الأمريكي وخطة اليوم التالي.. رئيس فنزويلا يرفض خيار المنفى
الرئيس نيكولاس مادورو وترامب
كتب : سهر عبد الرحيم
01:49 م
09/12/2025
كتبت- سهر عبد الرحيم:
رغم الضغط الأمريكي المتصاعد الذي يتعرض له الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، فإن الأخير يرفض العرض الذي قدمته واشنطن بالتنحي عن السلطة والنفي خارج البلاد.
وكشفت صحيفة “واشنطن بوست” نقلًا عن مصادر محيطة بالرئيس الفنزويلي، أن مادورو يتبع سياسة “الصمود والانتظار” ويتمسك بالبقاء في مواجهة تهديدات نظيره الأمريكي دونالد ترامب بشن هجوم وشيك.
“مادورو يعيش قلقًا حقيقيًا”
وتزامنًا مع التصريحات التي يدلي بها الرئيس الفنزويلي بشأن تمسك بلاده بالدفاع عن نفسها والتي تشكل تحدٍ واضح لواشنطن، إلا أن مادورو يعيش قلقًا حقيقيًا من إمكانية استهداف منشآت حيوية في البلاد أو محاولة اغتياله، الأمر الذي دفعه إلى تشديد الإجراءات الأمنية وتقليل ظهوره العام إلى الحد الأدنى، وفقًا لما قاله أشخاص مقربون من الحكومة الفنزويلية.
وتصعد الولايات المتحدة من شن غارات جوية على سفن في منطقة البحر الكاريبي بزعم تهريب المخدرات، ما يُنذر بأن المواجهة العسكرية بين واشنطن وكراكاس باتت وشيكة، ومع ذلك، فإن كبار المسؤولين الأمنيين والسياسيين في فنزويلا، لا يرجحون انهيار الأوضاع، وفقًا لـ”واشنطن بوست”.
“رحيل مادورو واليوم التالي”
رغم أن الرئيس الفنزويلي رفض المقترح الأمريكي بالتنحي، فإن واشنطن تبحث سيناريوهات “اليوم التالي” لرحيل مادورو، والتي من ضمنها خطة انتقالية وضعتها المعارضة بقيادة ماريا كورينا ماتشادو، وفقًا لوثائق أمريكية داخلية، كشفتها “واشنطن بوست”.
وكشفت الوثائق الأمريكية، أن الخطة التفصيلية التي وضعها فريق ماريا ماتشادو، تتضمن إدارة البلاد خلال الساعات الـ100 والأيام الـ100 الأولى بعد سقوط مادورو، مع تنظيم انتخابات خلال عام واحد.
وتنخرط بعض الأطراف في جهود الوساطة لخفض حدة التوترات بين الولايات المتحدة وفنزويلا، وكان من ضمنهم، الملياردير البرازيلي جوسلي باتيستا، رئيس المجموعة العملاقة “جي بي اس” التي تنتج اللحوم، إذ التقى مادورو سرًا في العاصمة كاراكاس نهاية نوفمبر الماضي لبحث إمكانية فتح قنوات تفاوض مع واشنطن، وفقًا للصحيفة الأمريكية ذاتها.
ومؤخرًا، جرت مكالمة هاتفية بين ترامب ومادورو، وكشفت مصادر من داخل الحكومة الفنزويلية أنها اتسمت بـ”الود الحذر”.
وخلالها، طرح الرئيس الأمريكي على نظيره الفنزويلي مقترح للتنحي ومغادرة البلاد لكن دون توجيه أي إنذار مباشر. واتفق الرئيسان على مواصلة الحديث، وهو ما اعتُبر إشارة إلى رغبة مشتركة في إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة.
وخلال الشهور الخمسة الماضية، نشرت الولايات المتحدة آلاف الجنود والطائرات والسفن قرب السواحل الفنزويلية في منطقة الكاريبي، والتي كان آخرها وصول حاملة الطائرات “يو إس إس فورد” الشهر الماضي.
كما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في وقتٍ سابق، إغلاق المجال الجوي الفنزويلي بالكامل وحذر شركات الطيران من استخدام الأجواء الفنزويلية. وبالفعل، انسحبت عدة خطوط دولية، ما زاد من عزل البلاد اقتصاديًا.
الانضمام للجيش الفنزويلي
في ظل التصعيد العسكري الأمريكي، انضم حوالي 5600 جندي جديد إلى الجيش الفنزويلي، وأدوا اليمين الدستورية الأسبوع الماضي.
وجاء ذلك، بناء على دعوة الرئيس نيكولاس مادورو إلى تكثيف التجنيد العسكري في البلاد. ووفقًا للأرقام الرسمية، يبلغ عدد القوات في فنزويلا 200 ألف جندي و200 ألف شرطي إضافي.
وأفادت شبكة CNN، بأن ترامب لم يتخذ بعد قرارًا بشأن كيفية حل الأزمة مع فنزويلا، وأن هناك فصائل متعددة داخل الإدارة لديها آراء متباينة بشدة حول العمل العسكري أو السري المحتمل لإزاحة مادورو.
وبينما هدد ترامب مرارًا وتكرارًا بالتصعيد، بما في ذلك شن غارات برية، صرّح مسؤولان كبيران في الإدارة الأمريكية للشبكة ذاتها، بعدم وجود رغبة في تكثيف التدخل الأمريكي في البلاد.




