عرب وعالم

المجاعة تحاصر الفاشر.. كيف حوّل الدعم السريع المدينة إلى بؤرة للكوليرا؟

كتب : سهر عبد الرحيم


05:56 م


14/12/2025

يعاني المدنيون في مدينة الفاشر السودانية من المجاعة نتيجة تعنت مليشيا الدعم السريع في رفض إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى المدينة التي استولت عليها أواخر أكتوبر الماضي، بعد حصار دام لأكثر من عام ونصف.

وتمكنت منظمة “ملام دارفور للسلام والتنمية”، الجهة الإنسانية المحلية التي تمكنت من دخول المدينة بعد التفاوض مع الدعم السريع للحصول على إذنٍ، وفق ما أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.

وقالت المنظمة الإنسانية، إنها أوصلت مواد غذائية إلى 1200 أسرة في مراكز إيواء في الفاشر، عبر دفعتين: الأولى الأسبوع الماضي، والثانية يوم الخميس.

“كارثة مطلقة”

أكدت المنظمة، أن السكان يواجهون ندرة المياه، ونقصًا عاجلًا في الخدمات الطبية خاصة للعديد من المصابين وكبار السن والمرضى الذين يحتاجون إلى رعاية فورية.

ووصف لقمان أحمد، رئيس منظمة مالام للسلام والتنمية في دارفور، الأوضاع بأنها “كارثة مطلقة”، مضيفًا “الناس هناك يعانون. لا يوجد طعام”.

وهذه هي المرة الأولى التي تسمح فيها مليشيا الدعم السريع إدخال المساعدات “المحدودة” إلى الفاشر منذ استيلائها على المدينة.

وفرضت الميليشيا تعتيمًا للاتصالات على الفاشر منذ الاستيلاء عليها، وارتكبت ما وصفه شهود عيان بـ”الفظائع الجماعية” ضد المدنيين.

وجراء هذا التعتيم، لم يتمكن الصحفيون أو جماعات الإغاثة من الوصول إلى عشرات الآلاف من المدنيين الذين ما زالوا محاصرين داخل الفاشر الواقعة في منطقة غرب دارفور.

وقال روس سميث، مدير الاستعداد للطوارئ والاستجابة لها في برنامج الغذاء العالمي، في مقابلة: “لا يزال النشاط العسكري مستمرا داخل الفاشر، الظروف الأمنية ليست متاحة لنا للوصول إليها بطريقة آمنة للموظفين والشركاء”.

وأضاف سميث: “ليس لدينا أي قوافل غذائية متجهة إلى الفاشر”، مؤكدًا أن البرنامج الأممي مستعد للتحرك “بمجرد استيفاء الحد الأدنى من الشروط لدخول المدينة”.

وزاد من تعقيد الأزمة إعلان برنامج الغذاء العالمي، الجمعة، أنه سيخفض حصصه الغذائية في السودان وسط نقص حاد في التمويل.

وابتداء من يناير المقبل، سيتم تخفيض حصص الإعاشة إلى 70% في مناطق المجاعة و50% في المناطق المعرضة لخطر المجاعة، وهو ما أسماه البرنامج “الحد الأدنى المطلق للبقاء على قيد الحياة” وحتى مع هذه التعديلات، يقول الغذاء العالمي أنه لا يمتلك سوى موارد كافية للحفاظ على الدعم الحالي لمدة 4 أشهر.

المجاعة تفتح الباب للأوبئة

وبجانب شبح المجاعة، تهدد الكوليرا حياة المدنيين العالقين في الفاشر في ظل استمرار رفض الدعم السريع إدخال الأدوية والمواد الطبية اللازمة إلى المدينة.

والأسبوع الماضي، أعلنت مصادر طبية محلية ارتفاع حالات الوفيات جراء الإصابة بالكوليرا في مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور.

وقال مصدر صحي بالمستشفى “السعودي”، إن المستشفى يسجل يوميًا ما لا يقل عن 10 وفيات، غالبيتها نتيجة الإصابة بالكوليرا.

وأضاف المصدر أن الفاشر شهدت خلال نوفمبر الماضي نحو 500 حالة وفاة بين مرضى ومصابين عالقين داخل المدينة، بعضهم متأثر بجراحه، وآخرون بسبب تفشي الكوليرا، وفقًا لما أوردته وسائل إعلام.

وأجبرت الحرب التي اندلعت في أبريل 2023 بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع، 12 مليون شخص على ترك منازلهم، ومقتل حوالي 400 ألف شخص، حسب بعض التقديرات التي أوردتها “نيويورك تايمز”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى