عرب وعالم

بين ضغوط الداخل والخارج… كيف يتعامل لبنان مع سلاح حزب الله؟

كتب : سهر عبد الرحيم


10:14 م


16/12/2025

كتبت- سهر عبد الرحيم:

في وقتٍ تكثّف فيه إسرائيل هجماتها على الأراضي اللبنانية بزعم استهداف البنى التحتية لحزب الله، تتزايد الضغوط على الحكومة اللبنانية لنزع سلاح الحزب، بينما يتمسّك الأخير بسلاحه، رابطًا نزعه بانسحاب جيش الاحتلال من المناطق الخمس التي يحتلها في الجنوب ووقف الاعتداءات.

وفي هذا السياق، قال العميد منير شحادة، المنسق السابق للحكومة اللبنانية لدى بعثة الأمم المتحدة المؤقتة لحفظ السلام (اليونيفيل)، إن لبنان يتعرض لضغوط داخلية تتمثل في الانقسام السياسي والطائفي الحاد، وخوف شريحة واسعة من الانزلاق نحو حرب، في حين ترى شريحة أخرى أن السلاح يشكل “ضرورة ردعية”.

وأشار شحادة خلال حديثه لـ”مصراوي”، إلى أن الضغوط الخارجية تتمثل في المطالب الأمريكية والغربية بتطبيق القرارات الدولية خاصةً قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، وربط المساعدات والإصلاحات المالية بضبط السلاح.

ومن جانبه، قال العميد ناجي ملاعب، الباحث في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، إن الضغوط الأمريكية لا تقتصر على لبنان فقط، بل تشمل الدول الداعمة له، مشيرًا إلى أن البلاد منذ تولي الرئيس جوزيف عون تعاني من أزمات مصرفية واقتصادية وتسليحية مرتبطة بالضغط الأمريكي لنزع السلاح.

“حصر السلاح” وليس نزعه

أضاف ملاعب خلال حديثه لـ”مصراوي”، أن لبنان يتبع في المقابل سياسة “حصر السلاح” وليس نزعه، إدراكًا منه أنه في ظل تعنت حزب الله، فإن أي نزع للسلاح بالقوة يمكن أن يؤدي إلى صراعات داخلية قد تصل إلى “الحرب الأهلية”. ويظهر ذلك جليًا في الصيغة التي صاغها الجيش في أغسطس الماضي، والتي رحبت بها الحكومة.

وأوضح أن المقصود بـ”حصر السلاح” هو ضبطه في أماكن وجوده ووضعه تحت الحراسة، مع بحث إمكانية استيعاب ما يمكن إدخاله ضمن الجيش اللبناني، في حين يُدمَّر ما يتعذر استيعابه أو يُعاد إلى الدولة التي جلبته إلى لبنان، في إشارة إلى إيران التي قامت بتسليح حزب الله.

الحيلولة دون تفجير أزمة داخلية

فيما يرى العميد منير شحادة، أن قدرة لبنان على الاستجابة للضغوط الأمريكية والدولية دون تفجير أزمة داخلية “محدودة جدًا”، مشيرًا إلى أن الحكومة تواجه صعوبات تتمثل في ضعف التمثيل والغطاء السياسي، وأن “أي خطوة مباشرة تمسّ السلاح قد تؤدي إلى انفجار الشارع”.

وأضاف شحادة: “أقصى ما تستطيع الحكومة اللبنانية فعله هو إدارة الوقت وامتصاص الضغوط بخطاب عام، لا قرارات صدامية”.

“إسرائيل لن تستطيع نزع سلاح حزب الله”
في وقتٍ سابق من ديسمبر الجاري، أقر توم براك المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا ولبنان، خلال مقابلة صحفية، بأن إسرائيل “لن تستطيع نزع سلاح حزب الله”، ما يعني أن الآلية التي وضعها الجيش اللبناني لحصر هذا السلاح و “استيعابه” تمثل الخيار الأفضل، بحسب ما قاله العميد ناجي ملاعب.

وأكد ملاعب، أن لبنان لم يُقصر، إذ نفذ حتى الآن نحو 90% من عملية إخلاء الجنوب من السلاح، لافتًا إلى أنه سيقدم تقريره في 5 يناير المقبل، تمهيدًا لبدء المرحلة الثانية خارج منطقة الجنوب اللبناني.

4 سيناريوهات واقعية

وفيما يتعلق بالسيناريوهات الواقعية للتعامل مع سلاح حزب الله حاليًا، فإنها تتمثل، بحسب العميد منير شحادة، أما في الإبقاء على الوضع القائم مع تهدئة الجنوب وتفاهمات غير معلنة، وهو السيناريو “المرجّح”.

أو تنظيم الدور دون نزع السلاح، أي ربط الاستخدام بقرار سياسي جامع وتقليل الظهور العسكري، أو الانخراط في حوار طويل الأمد حول استراتيجية دفاعية “من دون نتائج سريعة”. أما السيناريو الأخير، فهو التدخل الخارجي بالقوة أو بفرض عقوبات مشددة، ويعد “الأخطر والأقل استقرارًا”.

ويختتم العميد منير شحادة، المنسق السابق للحكومة اللبنانية لدى قوة اليونيفيل، حديثه بالقول إنه “لا نزع للسلاح قريبًا، ولا حسم. الواقعية الآن هي إدارة الأزمة لا حلّها”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى