عرب وعالم

بين ضغوط ترامب وحسابات نتنياهو..ماذا ينتظر المرحلة الثانية من اتفاق غزة؟

كتب : سهر عبد الرحيم


03:44 م


08/12/2025

كتبت- سهر عبد الرحيم:

“المرحلة الأولى من الاتفاق أوشكت على الانتهاء”، هذا ما أعلنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وقال إن المرحلة الثانية أصبحت قريبة وإنه سيقوم بمناقشتها خلال لقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض نهاية ديسمبر الجاري.

ولكن حذر نتنياهو، أمس الأحد، من أن عدة قضايا رئيسية لا تزال بحاجة إلى حل بما في ذلك ما إذا كان سيتم نشر قوة أمنية متعددة الجنسيات في قطاع غزة.

إذًا، ما هي التحديات التي قد يتوقف عليها مصير المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المكونة من 20 نقطة لإنهاء الحرب في غزة؟

انسحاب إسرائيل من غزة

يسيطر الجيش الإسرائيلي على حوالي 53% من غزة بموجب المرحلة الأولى من خطة ترامب، والتي تضمنت إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى المقاومة في غزة مقابل عدد من المعتقلين الفلسطينيين لدى الاحتلال.

في هذا الشأن تقول الدكتورة رانيا فوزي، الخبيرة في الشأن الإسرائيلي وتحليل الخطاب الصهيوني، إن مسألة انسحاب الجيش الإسرائيلي من المناطق التي سيطر عليها بعد اندلاع الحرب في غزة وفقًا للخطة، قد تشكل تحديًا للمرحلة الثانية من الاتفاق.

وتضيف فوزي خلال حديثها لـ”مصراوي”، أن إسرائيل تنوي الاستيطان في هذه المناطق بناء على توصية الحاخامات المتطرفين، وهو الأمر الذي يدعمه وزيرا المالية بتسئيل سموتريتش والأمن الداخلي اليمني المتطرف إيتمار بن غفير.

وتعتقد أنه خلال الفترة المقبلة سوف تستوطن إسرائيل في ما وراء ما يُسمى بـ”الخطة الأصفر” التي تخضع لسيطرة الجيش الإسرائيلي بموجب خطة ترامب.

ولكن من جانبه، قال رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير، اليوم، إن “الخط الأصفر” هو الحدود الجديدة، وإنه سيكون بمثابة “خط دفاع أمامي عن المستوطنات، وخط هجوم على أي هدف”، مشددًا على أن الجيش لن يسمح لحماس بالتمركز من جديد.

نزع سلاح حماس

تقول الدكتورة رانيا فوزى، إن من ضمن التحديات الكبرى التي قد تواجهها المرحلة الثانية أيضًا هي مسألة نزع سلاح حماس، إذ تنص الخطة الأمريكية على نزع سلاح الحركة وجميع غزة، وتخليها عن حكم القطاع الذي تسيطر عليه منذ عام 2007.

وفي هذا السياق، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، إنه سيناقش مع الرئيس الأمريكي كيفية إنهاء حكم حماس في غزة، مضيفًا “من المهم التأكد من أن حماس تلتزم بخطة نزع السلاح وإخلاء غزة من السلاح”.

ومن جانبها، قالت حماس، على لسان القيادي باسم نعيم، إنها مستعدة لمناقشة مسألة تجميد أو تخزين سلاحها ضمن مسار سياسي يقودُ إلى إقامة دولة فلسطينية وضمان قدرة الفلسطينيين على الدفاع عن أنفسهم، في حال تعرضهم لهجوم، وهو الأمر الذي ترفضه إسرائيل.

تشكيل قوة متعددة الجنسيات

هناك تحدي ثالث قد يواجه المرحلة الثانية من الاتفاق، وهو مسألة تشكيل قوة أمنية متعددة الجنسيات في قطاع غزة تهدف إلى تسلُم المسؤولية من الجيش الإسرائيلي، والمساهمة في نزع سلاح حماس وبدء إعادة إعمار القطاع المُدمر.

ولكن لايزال الغموض يكتنف مسألة تشكيل هذه القوة، إذ لا يوجد موعد زمني محدد لها. وكشفت مصادر مطلعة لوكالة “رويترز” في وقتٍ سابق، أن بعض الدول من غير المرجح أن تشارك في القوة متعددة الجنسيات إذا امتدت المسؤوليات إلى ما هو أبعد من حفظ السلام.

ترامب يضغط على نتنياهو

رغم التحديات التي قد تعترض المرحلة الثانية من اتفاق غزة، فإن الدكتور علي الأعور، الخبير في الشأن الإسرائيلي وأستاذ حل النزاعات الإقليمية والدولية، يرى أن الدعوة التي وجهها الرئيس الأمريكي إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي لزيارة البيت الأبيض تهدف أساسًا إلى ممارسة ضغط مباشر على نتنياهو للالتزام باتفاق وقف إطلاق النار والمضي في تنفيذ المرحلة الثانية منه، فضلًا عن مناقشة قضايا إقليمية أخرى مثل سوريا ولبنان.

وقال الأعور خلال حديثه لـ”مصراوي”، إن مستقبل قطاع غزة سيكون حاضرًا في الأيام القادمة، لافتًا إلى أن الانتقال إلى المرحلة الثانية ربما يكون في نهاية ديسمبر الجاري بعد زيارة نتنياهو إلى البيت الأبيض.

“نتنياهو يتجه إلى السلطة الفلسطينية”

وأوضح الأعور، أن نتنياهو بدأ يعيد حساباته بعد فشل خطة “خلق البدائل” عقب مقتل ياسر أبو شباب قائد ميليشيا مسلحة تعمل ضد حماس في رفح جنوبي القطاع، وأنه بات يدرس بجدية اقتراحًا قدّمه سرًا رئيس الوزراء البريطاني السابق، توني بلير، يقضي بانسحاب إسرائيل من المنطقة الصفراء وتسليمها للسلطة الفلسطينية، وهو ما قد يفتح الباب أمام ترتيبات جديدة لحكم غزة خلال المرحلة الثانية.

ويختتم الخبير في الشأن الإسرائيلي حديثه بالقول، إن انتقال إسرائيل إلى المرحلة الثانية بات أمرًا مرجحًا، مدفوعًا بقرار أمريكي وضغط مباشر من الرئيس دونالد ترامب على نتنياهو للمضي قدمًا في تنفيذ الاتفاق.

اقرأ أيضًا:

مع تعثر خطة ترامب.. مخاوف من تقسيم غزة بين إسرائيل وحماس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى