عرب وعالم

بين مسارات الدبلوماسية والتصعيد.. هل اقتربت الحرب بين أمريكا وفنزويلا؟

مع تصاعد التوترات بين واشنطن وكاراكاس وتزايد حدة التهديدات الأمريكية للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، برزت مؤشرات جديدة ربما تشير إلى اقتراب الحرب في فنزويلا.

منذ سبتمبر الماضي، بدأ الجيش الأمريكي عملية عسكرية لاستهداف قوارب يشتبه في أنها تحمل مخدرات في منطقتي البحر الكاريبي والمحيط الهادئ، ما أسفر عن مقتل أكثر من 80 شخصا.

إلى جانب ذلك، حشد الجيش الأمريكي قواته في منطقة الكاريبي قبالة سواحل فنزويلا، إذ استدعى أحدث حاملات طائراته “جيرالد فورد” قوتها الضاربة بما في ذلك 8 بوارج حربية وغواصة نووية، وطائرات مقاتلة.

على ضوء ذلك، طُرحت العديد من المبادرات التي تهدف إلى تفادي اندلاع حرب في تلك المنطقة المتقلبة.

وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، أن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، عرض على الرئيس دونالد ترامب منح الولايات المتحدة جزء من موارد بلاده النفطية – الأكبر في العالم والتي تقدر بنحو 300 مليار برميل – لتجنب أي عمل عسكري محتمل.

في الوقت نفسه، كشفت تقارير إعلامية غربية، عن مبادرة لتنحي مادورو عن السلطة وتسليمها إلى حكومة انتقالية مقابل ضمانات أمنية شخصية، وهو ما أيّدته كولومبيا وفق تصريحات وزيرة خارجيتها روزا فيلافيسينسيو لوكالة “بلومبرج”.

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو

لكن مسؤولين أمريكيين، صرّحوا بأن واشنطن رفضت المقترح؛ إذ رأت أن الجدول الزمني المقترح سيمدد حكم مادورو بشكل كبير، وهو ما يتعارض مع الضغط السياسي والدبلوماسي على كاراكاس، وفق صحيفة “نيويورك تايمز”.

أمريكا: تحذيرات من “موقف خطير محتمل”

على خلفية تزايد النشاط العسكري في فنزويلا ومحيطها، حذّرت إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية في بيان، أمس الأحد، من أن الوضع الأمني في المنطقة تدهور.

ونبّهت إدارة الطيران الأمريكية، شركات الطيران العالمية إلى أن التهديدات في تلك المنطقة تشكّل خطرا على الطائرات على جميع الارتفاعات.

الرئيسان الأمريكي والفنزويلي

على ضوء تلك التحذيرات، ألغت 6 شركات طيران دولية رحلاتها إلى فنزويلا، دون تحديد موعد لاستئناف رحلاتها، وفق بيان لإدارة الطيران الفنزويلية.

“لا شئ مستبعدا بشأن فنزويلا”

مع إصرار واشنطن على رفض كافة مبادرات التهدئة، كشف مسؤولون أمريكيون أن الولايات المتحدة تتجهز لإطلاق مرحلة جديدة من العمليات ضد فنزويلا خلال أيام، وفقا لرويترز.

خلال الأسابيع الماضية، تزايدت التقارير عن تحرك وشيك مع نشر القوات الأمريكية في منطقة الكاريبي، في ظل تدهور العلاقات مع فنزويلا.

ورجّح مسؤولان أمريكيان، أن تكون المرحلة الأولى من العمليات السرية الجزء الأول من الإجراء الجديد ضد مادورو.

وبحسب “رويترز”، لم يستبعد مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية “أي شئ في ما يتعلق بفنزويلا”، مؤكدا أن ترامب مستعد لاستخدام جميع عوامل القوة الأمريكية لمنع تدفق المخدرات إلى الولايات المتحدة ومحاسبة المسؤولين.

رئيسية، هل اقتربت الحرب بين أمريكا وفنزويلا؟

وفيما يصر ترامب على اتهام مادورو بتوريد المخدرات إلى الولايات المتحدة والتسبب في مقتل أمريكيين، تدرس إدارته الخيارات المتعلقة بفنزويلا.

ينفى الرئيس الفنزويلي، أي صلة تربطه بتجارة المخدرات غير المشروعة.

وأوضح مسؤولان أمريكيان، أن الخيارت التي تدرسها واشنطن بشأن فنزويلا تشمل الإطاحة بمادورو.

وفي أكثر من مناسبة، أكد مادورو الذي يرأس فنزويلا منذ عام 2013، أن الرئيس الأمريكي يسعى للإطاحة به، محذّرا من مواطنيه والجيش سيقاومون تلك المحالات.

ذكر مسؤولون، أن تعتزم إعلان تصنيف عصابات دي لوس سولز كـ”منظمة إرهابية أجنبية”، يوم الاثنين، بسبب دورها المزعوم في تهريب المخدرات إلى الولايات الأمريكية.

كانت إدارة الرئيس الأمريكي، اتهمت مادورو بقيادة كارتل “دي لوس سولز”، لكنه نفى تلك الادعاءات.

وزير الدفاع الأمريكي: التصنيف يتيح لنا خيارات جديدة

أكد وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث، الأسبوع الماضي، أن تصنيف العصابة الفنزويلية كمنظمة إرهابية يتيح مجموعة كبيرة من الخيارات الجديدة للولايات المتحدة.

وقال ترامب، إن التصنيف المرتقب سيتيح للجيش الأمريكي ضرب الأصول التابعة لمادورو في فنزويلا، لكنه أبدى استعداده لمواصلة المفاوضات للتوصل إلى حل دبلوماسي.

بوارج حربية أمريكية

أقرّ مسؤولان أمريكيان، بوجود مفاوضات بين واشنطن وكاراكاس. فيما لا يزال من غير الواضح ما إذا كان بمقدور هذه المحادثات التأثير على توقيت أو حجم العمليات الأمريكية.

منذ بدء هجماته في الكاريبي، ركّز الجيش الأمريكي عملياته على جهود مكافحة المخدرات، رغم الانتقادات لحجم القوة النيرانية التي تفوق حاجة تلك المهمة.

ووصفت جماعات حقوقية، الهجمات الأمريكية بأنها “عمليات قتل خارج إطار القانون والقضاء”، كما أعرب بعض حلفاء واشنطن عن مخاوفهم من انتهاك القانون الدولي.

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، قالت شبكة “سي إن إن” الأمريكية نقلا عن مصادر، إن المملكة المتحدة علّقت تبادل المعلومات الاستخباراتية مع الجيش الأمريكي بشأن سفن يشتبه في أنها تحمل مخدرات في الكاريبي.

وأوضح التقرير، أن تقدير المملكة المتحدة يتوافق مع تقييم مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك، الذي يشير فيه إلى أن الضربات الأمريكية تنتهك القانون الدولي وتصل حد “قتل خارج نطاق القضاء”.

فنزويلا واستراتيجيات المواجهة المحتملة

في أغسطس الماضي، رفعت الإدارة الأمريكية مكافأتها المرصودة مقابل معلومات تؤدي إلى اعتقال الرئيس الفنزويلي، إذ بلغت 50 مليون دولار.

ومع تزايد الإغراءات الأمريكية، بات مادورو مجبرا على النظر في استراتيجيات بديلة في حالة المواجهة، في ظل ضعف الجيش أمام القوات الأمريكية وتدهور المعدات.

من بين هذه الاستارتيجيات، الرد بأسلوب حرب العصابات والذي وصفته حكومة كاراكاس بـ”المقاومة المطولة”.

مدنيون فنزويليون يتدربون على استخدام الأسلحة

ووفقا لوثائق تخطيط، من المقرر أن يشمل نهج حرب العصابات وحدات عسكرية صغيرة في ما يزيد عن 280 موقعا، لتنفيذ أعمال تخريب بتكتيك حرب عصابات.

في سبتمبر الماضي، أعلن الرئيس الفنزويلي إطلاق ما يُعرف بـ”الميليشيا الوطنية البوليفارية”، والتي تهدف إلى تدريب ملايين المواطنين الذين ينضمون إلى منظومة الدفاع المدني، لمواجهة “الإمبريالية الأمريكية”.

ووفقا لمادورو، فإن تلك الميليشيا الشعبية تضم ما يزيد عن 4.5 مليون مواطن فنزويلي.

مقاتلات أمريكية تحلّق فوق الكاريبي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى