عرب وعالم

خطر جديد في غزة.. كيف تصاعد تهديد الجماعات المناهضة لحماس؟

كتب : أسماء البتاكوشي


03:48 م


11/12/2025

يتشكل داخل قطاع غزة مسارٌ أمني وسياسي جديد تُعيد رسمه الجماعات الفلسطينية المناهضة لحماس، تلك التي توسّعت خلال الشهور الأخيرة داخل المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، هذا الظهور المتنامي لا يقتصر على نشاط مسلح، بل أصبح يمثل تهديدًا حقيقيًا لمعادلة القوة داخل القطاع، في وقت تعيش فيه غزة فراغًا سياسيًا غير مسبوق منذ الهدنة الأخيرة.

وفق ما نقلته وكالة رويترز عن مصادر أمنية وعسكرية مصرية، فإن هذه الجماعات رفعت حجم انتشارها إلى ما يقارب الألف مقاتل، وهو رقم يعكس تضاعف قدرتها خلال فترة قصيرة.

جماعات مناهضة لحماس

وتشكل هذه الجماعات تهديدًا أمنيا مباشرًا، إذ تتحرك في مناطق تسيطر عليها إسرائيل، ما يمنحها مجالًا مفتوحًا لبناء هياكل ميدانية محمية بوجود الاحتلال الإسرائيلي، تلك المظلة الأمنية تجعل قدرة حماس على الرد ضعيفة، وتخلق لأول مرة منذ 2007 طرفاً فلسطينياً مسلحاً يعمل خارج نطاق سيطرتها، ويمتلك حرية حركة داخل مناطق حرجة من القطاع، حسب ما أوردته وكالة رويترز.

وأضافت وكالة رويترز، الأخطر أن هذه الجماعات — وعلى رأسها “القوات الشعبية” بقيادة غسان دهيني بعد مقتل ياسر أبو شباب — بدأت تُظهر سلوكًا سلطويًا بديلاً يشمل تنفيذ عمليات إعدام ميدانية، كما حصل في 7 ديسمبر حين أعلن دهيني اغتيال رجلين قال إنهما تابعان لحماس.

ولفتت وكالة رويترز إلى أن التهديد يزداد خاصة أن هذه الجماعات تعلن تلقيها دعمًا من “أصدقاء دوليين” فضلًا عن التنسيق اللوجستي مع إسرائيل، الدعم الذي يعني أن هذه الجماعات المناهضة لحماس لن تتراجع بسهولة، بل يبدو أنها تستعد للعب دور طويل الأمد، خاصة في ظل غياب اتفاق سياسي يحدد من يملك شرعية الحكم بعد وقف القتال.

2_3_11zon

صراع فلسطيني- فلسطيني

وتعتبر حركة حماس هذه الجماعات “عملاء”، وتؤكد أن المجتمع المحلي يتبنى هذا التوصيف بدرجة واسعة، لكن ورغم ذلك، فإن الانتشار المستمر لهذه القوى داخل المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل يجعلها مترسخة في القطاع، حتى لو لم تمتلك قاعدة شعبية كبيرة، حيث إن مزيج الدعم الخارجي، والفراغ الأمني، وانعدام الرؤية السياسية، يمنح هذه الجماعات بيئة مناسبة للتوسع، ويجعلها لاعبًا يصعب تجاهله، وفق ما أوردته رويترز.

كما لا يقتصر الخطر على مواجهة مفتوحة بينها وبين حماس، بل يمتد إلى احتمالية إشعال صراع فلسطيني–فلسطيني قد يتحول مع الوقت إلى شبكة من النزاعات المحلية بين الفصائل المسلحة والعشائر والقوى السياسية، في ظل تدهور مؤسسات الحكم وغياب سلطة موحدة.

ويشير دبلوماسي نقلت عنه رويترز إلى أن وجود هذه الجماعات، رغم محدودية شعبيتها، يخلق هشاشة واسعة في المشهد الأمني، ويهدد بانفجار صراع داخلي إذا لم تظهر تسوية واضحة لمستقبل القطاع.

3_4_11zon

وتتزامن هذه التطورات مع تباطؤ تنفيذ خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخاصة بغزة، ما يجعل احتمال انسحاب القوات الإسرائيلية من مساحات أوسع أمرًا غير مرجح في المدى القريب، ما يتيح للجماعات المناهضة لحماس استمرار العمل داخل مناطق بعيدة عن نفوذ الحركة، ويعزز خشية مراقبين من “كانتونات أمنية” تتقاسمها أطراف فلسطينية متنافسة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى