في اليوم العالمي للإيدز| قرار ترامب يهدد العالم بـ10 ملايين إصابة و3 ملايين وفاة
الاحتفال باليوم العالمي للإيدز
قبل أيام من الاحتفال باليوم العالمي للإيدز في الولايات المتحدة في 1 ديسمبر من كل عام، حذّرت وزارة الخارجية الأمريكية موظفيها من استخدام أموال الحكومة لإحياء هذا اليوم.
ووفقا لصحيفة “نيويورك تايمز”، فإن هذا التوجيه يأتي في إطار سياسة أوسع نطاقا للامتناع عن إرسال الرسائل في أي أيام تذكارية، بما في ذلك اليوم العالمي للإيدز.
وأمرت الخارجية الأمريكية، موظفيها بالامتناع عن الترويج علنا لليوم العالملي للإيدز عبر أي قنوات اتصال، أو وسائل التواصل الاجتماعي، أو المشاركات الإعلامية، أو الخطابات.
وقال المتحدث باسم الخارجية تومي بيجوت، إن الإدارة الأمريكية تعمل على تحديث نهجها في مكافجة الأمراض المعدية، مؤكدا على أن “يوم التوعية ليس استراتيجية. وتعمل وزارة الخارجية بقيادة ترامب مع الحكومات الأجنبية لإنقاذ الأرواح وتعزيز مسؤولياتها وتقاسم الأعباء”.
وفي يوم الإيدز، ترسل الخارجية الأمريكية بيانات إلى الكونجرس من صندوق “بيبفار” الرئاسي للطوارئ المخصص للإغاثة من الإيدز، والذي يقدم أموالا لبرامج مكافحة فيروس نقص المناعة حول العالم.
وفي وقت سابق من العام الجاري، خفّضت الإدارة الأمريكية الميزانية المخصصة للبرنامج بشكل كبير، فيما تشير تقارير إلى عزمها إنهائه بشكل كامل.
وأوضحت “نيويورك تايمز”، أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الخارجية الأمريكية تعتزم إرسال البيانات وفق تكليفها.
أثار قرار الخارجية، تكهنات حول نية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلغاء المساعدات الخارجية المخصصة لمكافحة فيروس نقص المناعة المسبب لمرض الإيدز، بعد أن أمر بتجميدها في مطلع العام الجاري.
لكن المشاكل التي قد تنجم عن تقليص المساعدات الخارجية الأمريكية، لن تتوقف عند الدعم والتمويل فقط؛ إذ ما سيترتب على ذلك يمتد ليهدد ملايين الأشخاص حول العالم، وفق دراسات طبية.
وحذّر المركز الوطني لمعلومات التكنولوجيا الحيوية، وهو تابع للمكتبة الوطنية للطب في الولايات المتحدة، من أن تخفيض التمويل الأمريكي وما تلاه من إنهاءات لبرامج مكافحة فيروس نقص المناعة، يهدد التقدم المستمر منذ عقود في مساعي القضاء على الفيروس المسبب لمرض الإيدز.
وفي استجابة عاجلة لحالة عدم اليقين حول استمرار الدعم والتمويل الأمريكي، توصلت نماذج رياضية إلى ما وصع المركز بأنه “عواقب وخيمة” لتخفيض المساعدات الحالية والمستقبلية.
وضمّن المركز في مراجعته دراسات نمذجة نُشرت في الفترة بين 20 يناير و30 مايو 2025، تقدم تحليلا يقارن بين تقديرات النماذج للنتائج المحتملة التي ستترتب على خفض أو إلغاء التمويل الأمريكي.
تركّزت غالبية التحليلات على جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا والبرامج المدعومة من خطة الرئيس الأمريكي الطارئة للإغاثة من الإيدز.
تشمل التحليلات، توقعات قصيرة الأمد للفترة 2025/2026، وكذلك تقديرات طويلة الأجل على مدار الـ20 عاما المقبلة.
وركّزت بعض الدراسات على دول بعينها مثل جنوب أفريقيا، فيما شملت توقعات تحليلات أخرى جميع الدول منخفضة ومتوسطة الدخل.
بالاستناد إلى توقعات توافقية بين التحليلات، من المحتمل أن يؤدي تخفيض الجهات المانحة تمويلها، بما في ذلك التي اقترحتها الإدارة الأمريكية، إلى إصابة 10 ملايين شخص إضافيين بفيروس نقص المناعة، بمن فيهم مليون طفل، إلى جانب 3 ملايين حالة وفاة متوقعة خلال السنوات الخمس المقبلة.
ووفقا للمركز الوطني لمعلومات التكنولوجيا الحيوية الأمريكي، اتفقت جميع الدراسات على أن التخفيضات الجزئية في التمويل الخارجي لمكافحة فيروس نقص المناعة، تشكّل خطرا على محو التقدم الذي تم إحرازه على مدار عقود.
وأوضح المركز، أن الآثار ستكون غير متناسبة مع البلدان ذات العبء المرتفع التي تعتمد على تمويل خطة الرئيس الأمريكي لمكافحة الإيدز.
أعداد الإصابات والوفيات بالإيدز خلال عام 2024
تقدّر منظمة الصحة العالمية في تقرير أصدرته في نهاية عام 2024، أعداد المصابين بفيروس نقص المناعة البشري حول العالم، قرابة 40.8 مليون شخص، بينهم 1.4 مليون طفل تحت سن 15 عاما، فيما تشكّل النساء نسبة 53% من إجمال الإصابات العالمية بالفيروس.
وأحصت الصحة العالمية وفاة نحو 630 ألف شخص نتيجة أمراض مرتبطة بالإيدز خلال عام 2024، فيما تُوفي 44.1 مليون من بين 91.4 ملايين شخص أُصيبوا بفيروس نقص المناعة البشري منذ ظهوره.
وتبيّن تقديرات الصحة العالمية، أن قارة إفريقيا هي الأكثر تضررا، إذ يُقدر عدد المصابين فيها بـ26.3 مليون شخص، يتركز قرابة ثلثيهم في دول جنوب الصحراء، وبلغ عدد الوفيات بالإيدز فيها قرابة 380 ألف وفاة خلال 2024، أي أكثر من نصف عدد الوفيات العالمية.
تأتي آسيا في المرتبة الثانية خلف إفريقيا من حيث عدد الإصابات بفيروس نقص المناعة البشري المسبب لمرض الإيدز، إذ تُقدر الإصابات فيها بأكثر من 6.5 مليون شخص، فيما سُجل وفاة نحو 133 ألف مصاب خلال العالم الماضي.
وتحل الأمريكتان في المرتبة الثانية عالميا، حيث سُجلت 4.2 مليون إصابة بالفيروس، استنادا إلى تقديرات المنظمة لعام 2024، والتي أُحصي وفاة 38 ألف مصاب خلال العام الماضي.
في الوقت نفسه، رُصد قرابة 3.2 مليون إصابة في أوروبا التي شهدت وفاة حوالي 51 ألف مصاب بالمرض في عام 2024.
كذلك، أحصت الصحة العالمية وفاة 23 ألف مصاب بالإيدز في منطقة الشرق الأوسط خلال عام 2024، من بين 610 ألف إصابة بفيروس نقص المناعة البشري، والتي تُعد أقل المناطق من حيث عدد الإصابات رغم انخفاض التغطية بوسائل الكشف والعلاج مقارنة بالمناطق الأخرى حول العالم.
مع ذلك، نوّهت المنظمة العالمية إلى أن اعداد الوفيات حول العالم انخفضت بشكل كبير مقارنة بالأعوام السابقة نتيجة التوسع في العلاج؛ ففي عام 2004 سُجلت أعلى نسبة وفيات بالإيدز على الإطلاق إذ بلغ العدد نحو 1.7 مليون وفاة.
بين الماضي والحاضر: كيف أصبح معدل الإصابات والوفيات بالإيدز؟
تظهر تقييمات منظمة الصحة العالمية، انحفاض معدل الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري بحوالي 40% منذ عام 2010، حيث بلغ عدد المصابين الجدد آنذاك قرابة 2.2 مليون، مقارنة بنحو 1.3 مليون إصابة في 2024.
وأرجعت المنظمة سبب الانخفاض الكبير في معدل الإصابات بالفيروس، إلى الجهود المكثفة في الوقاية والتحصين والعلاج.
إلى جانب ذلك، انخفض معدل الوفيات بمرض الإيدز بنحو 54% من عام 2010، حيث لقي 1.4 مليون شخص حتفهم بسبب المرض، مقابل أكثر من 630 ألف وفاة في 2024.
ورغم الانخفاض الكبير في معدلات الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري والوفيات بمرض الإيدز الناتج عنه، فإن القلق بدأ يسود من تدهور الأوضاع في حال قررت الجهات المانحة وخصوصا الولايات المتحدة، تخفيض تمويلها لبرامج مكافحة الفيروس أو إلغائه نهائيا.




