عرب وعالم

كيف تصاعد عنف الجيش الإسرائيلي والمستوطنين في الضفة بعد 7 أكتوبر؟

كتب : سهر عبد الرحيم


03:57 م


01/12/2025

بعد اندلاع حرب غزة في 7 أكتوبر 2023، تزايدت أعمال العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية سواء من جانب المستوطنين أو القوات الإسرائيلية التي توفر لهم الحماية وتنفذ هي الأخرى هجمات على الأراضي المحتلة، وسط تحذيرات منظمات حقوقية دولية من أن العنف بات سياسة ممنهجة تهدف إلى توسيع السيطرة على الأراضي الفلسطينية وتقويض فكرة حل الدولتين.

عنف المستوطنين = عنف إسرائيل

قال مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة “بتسيلم”، إن عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين جزء من استراتيجية “نظام الفصل العنصري الإسرائيلي”، الذي يسعى إلى الاستيلاء على المزيد والمزيد من أراضي الضفة.

وأكد “بتسيلم”، أن إسرائيل تدعم أعمال عنف المستوطنين بشكل كامل، ويشارك جنودها فيها أحيانًا بشكل مباشر. وبالتالي، يُعدّ عنف المستوطنين شكلًا من أشكال السياسة الحكومية التي تدعمه وتشجعه بمشاركتها النشطة. وأشار المركز إلى أن إسرائيل تُشرّع هذا الواقع بطريقتين متكاملتين: تقنين الاستيلاء على الأراضي وإضفاء الشرعية على العنف ضد الفلسطينيين.

زيادة أعمال العنف

وصل عدد الهجمات على الفلسطينيين في الضفة إلى مستويات غير مسبوقة، إذ بلغ 264 هجومًا في أكتوبر الماضي، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، وهو أكبر عدد من هجمات المستوطنين في شهر واحد منذ أن بدأت الأمم المتحدة في تسجيل مثل هذه الحوادث في عام 2006.

وقال (أوتشا)، إنه منذ بداية العام، نفذ المستوطنون الإسرائيليون أكثر من 1600 هجوم، مما أدى إلى وقوع إصابات أو أضرار بالممتلكات، أو كليهما، مع تأثر أكثر من 270 تجمعًا فلسطينيًا.

وقد تجاوز عدد المصابين في هذه الهجمات 1000 فلسطيني، نحو 700 منهم على أيدي المستوطنيين، إذ تعرض معظمهم للاعتداء الجسدي أو الضرب بالحجارة أو استنشاق الغاز المسيل للدموع.

ص 2

بينما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية، بأن ما لا يقل عن 1000 فلسطيني، من بينهم 233 طفلًا، استشهدوا في اشتباكات مع المستوطنين الإسرائيليين أو جيش الاحتلال منذ 7 أكتوبر 2023.

والأسبوع الماضي، قتل جنود إسرائيليين رجلين فلسطينيين في جنين بالضفة. وأظهرت لقطات بثها تلفزيون فلسطين أن الشابين اللذين قُتِلا بديا مستسلمين وغير مسلحين خلال مداهمة إسرائيلية في الضفة.

وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية والأمم المتحدة ومنظمات حقوقية الحادث، وطالبوا بفتح تحقيق. وقال المتحدث باسم المفوضية السامية لحقوق الإنسان، جيريمي لورانس، إن عمليات قتل الفلسطينيين على يد قوات الأمن الإسرائيلية والمستوطنين في الضفة الغربية المحتلة آخذة في الارتفاع “دون محاسبة”.

ص 3

وشدد لورانس، على أن “الإفلات من العقاب على الاستخدام غير القانوني للقوة من قبل قوات الأمن الإسرائيلية، والعنف المتزايد من جانب المستوطنين الإسرائيليين، يجب أن ينتهي”.

وقال تقرير نشرته منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية، الأسبوع الماضي، إن العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية أدت إلى نزوح 32 ألف فلسطيني قسرًا من مخيمات اللاجئين في جنين ونور شمس وطولكرم منذ بداية العام الجاري.

مداهمات واعتقالات

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ مداهمات في مناطق الضفة الغربية واعتقال عشرات الشباب والأطفال، فضلًا عن تهجير الفلسطينيين قسرًا من منازلهم لهدمها.

وفجر اليوم الاثنين، أعادت اقتحام قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي مدينة طوباس وبلدة عقابا شمال الضفة.

ص-4

وقالت محافظة طوباس، في بيان صحفي إن قوات الاحتلال أعلنت فرض منع التجول حتى إشعار آخر، وذلك بعد يوم واحد من انسحابها من بعد عدوان استمر 4 أيام متتالية خلفت خلاله خرابًا واسعًا في الممتلكات العامة والخاصة ومئات الإصابات والاعتقالات والمداهمات لمنازل المواطنين.

كما اقتحمت قوات الاحتلال بيت فجار جنوب بيت لحم، وداهمت عددًا من منازل الفلسطينيين وفتشتها، واحتجزت 40 مواطنًا، وحققت معهم ميدانيا، ثم أطلقت سراحهم، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن مصادر أمنية.

وخلال اقتحام قريتي اللبن الغربي ورنتيس شمال غرب رام الله بالضفة، اعتقلت قوات الاحتلال 11 فلسطينيًا، معظمهم أسرى محررون، بحسب (وفا).

وفي جنين شمالي الضفة المحتلة، أجبرت قوات الاحتلال عائلات على إخلاء منازلها في حي الجابريات. وقالت مصادر محلية، إن قوات الاحتلال اقتحمت ضاحية اكتابا، بمدينة طولكرم شمالي الضفة.

زيادة المستوطنات

وبالتزامن مع العنف ضد الفلسطينيين، تتوسع إسرائيل في بناء المستوطنات غير الشرعية في الضفة الغربية، ما أثار إدانة دولية. ففي أغسطس الماضي، وافقت حكومة الاحتلال على خطة تسمح ببناء مستوطنات جديدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وبموجب الخطة، سيتم بناء حوالي 3500 وحدة سكنية جديدة لتوسيع مستوطنة “معاليه أدوميم”.

ومنذ احتلالها للضفة الغربية عام 1967، استولت إسرائيل على أكثر من مليوني دونم من الأراضي هناك لأغراضها الخاصة، بما في ذلك بناء وتوسيع المستوطنات. وقد استولت إسرائيل رسميًا على بعض المناطق، بينما سيطرت على مناطق أخرى من خلال أعمال عنف يومية ينفذها المستوطنون ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى