عرب وعالم

لماذا لجأ ترامب إلى وضع بعض فروع الإخوان على قائمة الإرهاب؟.. خبراء يكشفون

كتب : محمد جعفر


01:10 م


26/11/2025

في خطوة وُصفت بأنها نقطة تحول في تعامل واشنطن مع الحركات الإسلامية، وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أول أمس الاثنين أمراً تنفيذياً يمهّد لبدء دراسة تصنيف بعض فروع جماعة الإخوان المسلمين كمنظمات “إرهابية أجنبية”، ويُنظر إلى هذا القرار باعتباره بداية مسار قد ينتهي بفرض عقوبات على الحركة التي تأسست عام 1928 في مصر على يد حسن البنا.

ويتضمن الأمر التنفيذي توجيهاً بإطلاق عملية تُعتبر بموجبها فروع معينة من الجماعة، في لبنان ومصر والأردن تحديداً، منظمات إرهابية أجنبية، متهماً هذه الكيانات بأنها “تُغذي الإرهاب، وترتكب أو تسهّل أو تدعم العنف وحملات زعزعة الاستقرار التي تضر بمصالح الولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط، وتشكل تهديداً لمواطني الولايات المتحدة ولأمنها القومي”، وهو الأمر الذي يطرح تساؤلات جوهرية حول دوافع هذا التحرك وتوقيته وتأثيراته المحتملة على المشهد الإقليمي والدولي.

وفي هذا السياق كشف الدكتور محمد محمود مهران أستاذ القانون الدولي العام وعضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي الأسباب الحقيقية وراء قرار الرئيس ترامب تصنيف الإخوان منظمة إرهابية مؤكدا أن القرار جاء لحماية الأمن القومي الأمريكي وسيكون له تداعيات مدمرة على التنظيم عالميا.

أسباب القرار الأمريكي بتصنيف فروع جماعة الإخوان إرهابية

وأوضح في تصريحات لـ “مصراوي” أن السبب الأول هو تورط الجماعة في تمويل ودعم منظمات إرهابية، مؤكداً أن التحقيقات الأمريكية أثبتت أن الإخوان يمولون بعض التنظيمات فضلا عن جماعات اخرى وصفتها بالمتطرفة، وأن شبكاتهم المالية في أمريكا تستخدم لغسل الأموال وتحويلها لهذه التنظيمات الإرهابية.

ولفت الدكتور مهران إلى أن السبب الثاني هو نشر التطرف والكراهية داخل أمريكا، مؤكدا أن الجماعة تدير شبكة واسعة من المساجد والمدارس والمراكز الإسلامية في أمريكا تروج لخطاب متطرف يحرض على كراهية الغرب ويجند الشباب للتطرف.

وبين أستاذ القانون الدولي أن السبب الثالث هو التجسس والتغلغل في المؤسسات الأمريكية، مشددا علي أن عناصر الإخوان تغلغلوا في مؤسسات حكومية وأكاديمية وإعلامية أمريكية وأن هذا يشكل تهديدا للأمن القومي.

صورة 2_3

كما أكد أن التداعيات على الجماعة ستكون كارثية، موضحا أن القرار سيؤدي لتجميد مئات الملايين من الدولارات وإغلاق مئات المؤسسات التابعة للجماعة واعتقال وترحيل آلاف الأعضاء وقطع خطوط التمويل للفروع العالمية، مشيرًا إلى أن التأثير سيمتد لأوروبا والشرق الأوسط، مؤكداً أن الضغط الأمريكي سيجبر الدول الأوروبية على اتخاذ إجراءات مماثلة وأن الدول العربية ستشعر بالارتياح وستشدد إجراءاتها ضد التنظيم.

واعتبر مهران أن هذا القرار نهاية حقبة الإخوان الذهبية في الغرب مؤكدا أن التنظيم الذي استغل الحريات الغربية لعقود سيدفع الثمن باهظا وأن انهياره المالي والتنظيمي بات وشيكا.

القرار الأمريكي سيحدث تغيرًا جذريًا في سياسة واشنطن تجاه المنطقة

وفي هذا الصدد، قال نعمان أبو عيسى، المحلل السياسي المختص في الشأن الأمريكي وعضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي، إن حزب الإخوان المسلمين تأسس في مصر عام 1927، واقترب الآن من إتمام مئة عام على نشأته، وخلال هذه الفترة استمر الحزب في التأثير على القوى السياسية داخل الشرق الأوسط وخارجه، وكان لهذا التأثير دور كبير في تشكيل الحركات الإسلامية في العالم، خصوصاً في بعض الدول العربية إلى جانب دول أخرى.

وأوضح أبو عيسى في تصريحات لـ”مصراوي”، أن توازن القوى في عدة مناطق أصبح متأثراً بشكل كبير بنفوذ هذه الجماعة، وهو ما دفع الرئيس الأمريكي إلى إصدار قرار بالبحث في تأثير جماعة الإخوان المسلمين وفروعها في مصر والأردن ولبنان على مصالح الولايات المتحدة وعلى الشعب الأمريكي المقيم في تلك الدول.

صورة 3_4

واختتم أبو عيسى تصريحاته بالتأكيد على أن هذا التأثير أصبح فاعلاً ومباشراً، وأن الرئيس الأمريكي يسعى إلى وضع حدود واضحة لهذا النفوذ في المنطقة، مشيراً إلى أن واشنطن تتجه نحو تجريم كل فروع حزب الإخوان المسلمين في الشرق الأوسط، وهو ما سيُحدث تغييراً جذرياً في سياسة الولايات المتحدة تجاه المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى