عرب وعالم

“مثلث ردع” ضد تركيا في المتوسط.. إسرائيل تتحالف مع قبرص واليونان

كتب : سهر عبد الرحيم


01:48 م


21/12/2025

كتبت- سهر عبد الرحيم:

كشفت وسائل إعلام عبرية عن قمة ثلاثية مرتقبة يوم الاثنين بين إسرائيل واليونان وقبرص تعمل على بناء “جدار” أمني استراتيجي يهدف إلى ردع تركيا ومنعها من التحول إلى “موقف عدائي صريح”.

ونشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية مقالًا بعنوان: “مواجهة أردوغان: إسرائيل واليونان وقبرص تشكل جبهة موحدة لردع تركيا”، نقلت فيه عن مصادر إسرائيلية، أن القمة الثلاثية رفيعة المستوى المقررة في القدس المحتلة، ستضم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ونظيره اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، والرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس، وسط تصاعد التوترات بين تركيا والدول الثلاث.

ووفقًا للمصادر الإسرائيلية، فإن هذه التوترات تشمل ما وصفتها بـ “انتهاكات تركية للمجال الجوي اليوناني”.

القضايا المطروحة للنقاش

أفادت المصادر، بأن القمة ستتناول مجموعة من القضايا، أهمها كيفية تشكيل الدول الثلاث مثلثًا استراتيجيًا لإظهار العزم و”كبح جماح أنقرة”، حسب تعبريها، بما في ذلك المناورات العسكرية المشتركة، وزيادة التنسيق، ورسالة ردع موحدة.

وقالت إنه إلى جانب الدفاع، ستركز القمة على التعاون في مجال الطاقة، لافتةً إلى أن إحدى المبادرات الرئيسية تتمثل في ربط إسرائيل واليونان وقبرص بشبكة كهرباء مشتركة عبر كابل كهربائي بحري.

وأوضحت أن اليونان تعمل حاليًا على إنشاء خط كهرباء بين جزيرة كريت وقبرص، و”بمجرد ربط قبرص بإسرائيل، سيمثل ذلك نقلة نوعية، إذ سيربط إسرائيل بشبكة الطاقة الأوروبية لأول مرة”.

وستناقش القمة أيضًا مسألة تطوير الغاز الطبيعي، ولا سيما حقل “أفروديت” الذي تملك قبرص 85% منه وإسرائيل 15%.

ص 2_3

وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أنه من المتوقع أن تتناول القمة أيضًا مشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا (IMEC) المدعوم من الولايات المتحدة، عبر بنية تحتية متطورة للنقل والطاقة، ويشمل ذلك خططًا لشبكات السكك الحديدية وكابلات الطاقة وتوسيع نطاق التعاون التجاري والأمني بين الدول الشريكة.

وستكون غزة حاضرة في المناقشات أيضًا، إذ من المتوقع أن يناقش القادة الثلاثة مسألة القطاع الفلسطيني وفي وقتٍ سابق، أعربت اليونان عن رغبتها في المشاركة في جهود إعادة إعمار القطاع الذي دمرته الحرب الإسرائيلية.

“قوة تدخل عسكري مشتركة”

نقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية عن 3 أشخاص مطلعين على الأمر قولهم، إن إسرائيل واليونان وقبرص يناقشون إمكانية إنشاء “قوة استجابة سريعة” تتألف من وحدات من القوات المسلحة للدول الثلاث.

وأوضحوا أن هذه المبادرة “جزء من جهد أوسع لردع الأنشطة العسكرية والاستراتيجية التركية في شرق البحر الأبيض المتوسط”، حسب تعبيرهم. ولا تزال المبادرة الأمنية في مراحل المراجعة والتخطيط الأولية.

ص 3_4

وأشاروا إلى أن هذه القوة لن تكون دائمة، بل وحدة يمكن نشرها بسرعة في أوقات الأزمات برًا أو بحرًا أو جوًا.

وكشف موقع “تانيا” الإخباري اليوناني، أن القوة التي تم مناقشتها تضم حوالي 2500 فرد، موزعين كالتالي: 1000 جندي من اليونان، و1000 جندي من إسرائيل، و500 جندي من قبرص.

وبحسب صحيفة “جيروزاليم بوست”، فإن إنشاء مثل هذه القوة، بل وحتى إجراء مناقشات حول إنشائها، يهدف إلى توجيه رسالة إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

إسرائيل تنفي

لكن من جانبها، نفت إسرائيل التقارير الإعلامية التي أشارت إلى أنها واليونان وقبرص بصدد تشكيل قوة تدخل عسكري مشتركة. وقال مسؤولون إسرائيليون، إن مثل هذه الخطة غير مطروحة ولن تُناقش في القمة الثلاثية المقرر عقدها يوم الاثنين في القدس.

وقال مسؤول إسرائيلي، إن فكرة قوة الاستجابة السريعة المشتركة “غير موجودة، واحتمالية إنشاء مثل هذه القوة غير واقعية”.

ص 4_5

لماذا اختارت إسرائيل قبرص واليونان؟

في السنوات الأخيرة، أجرت إسرائيل مناورات عدة مع القوات البحرية والجوية اليونانية والقبرصية، بما في ذلك تدريبات ثلاثية.

وفي إطار هذا التعاون الدفاعي المتنامي، تُشير تقارير إلى أن إسرائيل تُجري محادثات متقدمة لبيع كمية كبيرة من الأسلحة إلى اليونان. كما تُخطط الدول الثلاث لإجراء مناورات عسكرية مشتركة إضافية.

رجب طيب اردوغان

وإلى جانب البُعد الأمني، تشمل الشراكة التنسيق المدني، إذ تبحث الدول الثلاث إمكانية إنشاء مركز إقليمي للاستجابة للطوارئ للتعامل مع الأزمات المدنية، مثل حرائق الغابات وعمليات البحث والإنقاذ البحرية والتأهب للزلازل.

وكانت اليونان وتركيا، كلاهما عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، على خلاف لعقود من الزمن بشأن الولاية القضائية في مناطقهما البحرية في بحر إيجة، ومجالهما الجوي، وقبرص المقسمة عرقيًا، وفقًا لوكالة “رويترز”.

وفيما يتعلق بقبرص، فإن تركيا تعتقد أن الطريقة الأكثر واقعية لحل المأزق السياسي بشأن الجزيرة المنقسمة غرقيًا هي وجود دولتين.

وتعتبر تركيا الدولة الوحيدة التي تعترف بجمهورية شمال قبرص التركية الانفصالية، وأيدت سياسة الدولتين، التي استبعدها القبارصة اليونانيون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى