محمود سعد يتحدث عن “علاقته بالقرآن”.. والقارئ الأقرب له (فيديو)
الإعلامي محمود سعد
كتب : أحمد العش
10:58 م
30/12/2025
قال الإعلامي محمود سعد، إن علاقته بتلاوة القرآن بدأت منذ الطفولة المبكرة، موضحًا أن أقرب المقرئين إلى قلبه هو الشيخ الراحل محمود خليل الحصري، لما ارتبط به من ذكريات إنسانية وروحية مبكرة.
وأوضح سعد، خلال فيديو قصير نشره عبر صفحته على فيسبوك، أنه كان وهو صغير يذهب إلى مسجد الإمام الحسين بالقاهرة القديمة، ليستمع إلى الشيخ الحصري وهو يتلو القرآن من المشربية المرتفعة، مشيرًا إلى أن الأطفال كانوا ينتظرونه بعد انتهاء التلاوة لينزل ويقبلوا يده، وهي صورة ما زالت راسخة في ذاكرته حتى اليوم، مضيفًا أن “خاله حسن” كان يصطحبه إلى هذه المناسبات.
وأكد أن ما يميز الشيخ الحصري هو أسلوبه الهادئ الجميل في التلاوة، إلى جانب ختمته الشهيرة التي كانت تذاع قديمًا في الثامنة مساءً عبر الإذاعة، وكان يحرص على متابعتها وهو في سن 13 أو 14 عامًا كل يوم أحد، معتبرًا أن الحصري كان “ملكًا” ومقرئًا استثنائيًا يحظى بإجماع وتقدير واسع.
وأشار محمود سعد، إلى أنه مع تقدمه في العمر بدأ يكتشف أصواتًا أخرى، من بينها: الشيخ محمد رفعت، الذي وصف صوته بأنه حالة خاصة لا يمكن تعويضها، لافتًا إلى أن تسجيلاته القديمة كانت تعاني من تشويش لكن التكنولوجيا الحديثة أعادت تقديم صوته بشكل أنقى، مضيفًا أن أذان رمضان إذا لم يكن بصوت الشيخ رفعت فذلك يشعره بأن أجواء الشهر لم تكتمل بعد.
وتحدث الإعلامي محمود سعد، أيضًا عن عمالقة تلاوة آخرين مثل: الشيخ مصطفى إسماعيل، والشيخ محمد صديق المنشاوي، والشيخ عبدالباسط عبدالصمد، مؤكدًا أن مصر تزخر بأصوات نادرة وفريدة في عالم التلاوة.
واستعاد سعد، ذكرياته مع الشيخ محمد محمود الطبلاوي، الذي قال إنه كان سببًا في تجمع أهل الأحياء بالكامل للاستماع إليه، لا في العزاء فقط بل حبًا في جمال التلاوة
وحكى محمود سعد، قصة الفنان صلاح منصور مع الشيخ الطبلاوي وغيره من القراء الذين كان يسعى خلفهم الفنان الراحل لسماع تلاوتهم، حتى أنه تعرض للضرب، وفقًا لرواية سعد، في أحد السرادقات لقيامه بتكرار عبارة: “الله الله قول تاني يا مولانا” في لحظة تجلي، الأمر الذي أثار غضب المعزين وقاموا بضربه، مشيرًا إلى أنه كان يصطحب معه الفنان شكري سرحان.
وانتقد ما وصفه بمشكلة حالية في بعض القراءات التي تذاع من مساجد كبرى خلال فجر رمضان، مشيرًا إلى وجود خلل في اختيار بعض المقرئين والمنشدين، متسائلًا عن سبب اعتقاد البعض أن رفع الصوت والصراخ هو معيار الإتقان رغم أن كبار المقرئين تميزوا بالهدوء والتمكن لا بالصخب.
وعبر محمود سعد، عن حزنه لغياب النجومية الحقيقية عن جيل المقرئين الجدد الذين ظهروا في برنامج دولة التلاوة، متسائلًا: من يرعى هذه الأصوات الصغيرة ويمنحها الفرصة الصحيحة للنضج، مؤكدًا أن الصوت يتغير مع الزمن وليس كل موهبة صغيرة يمكن أن تستمر دون رعاية واعية.
وشدد الإعلامي محمود سعد، على ضرورة أن تضطلع الدولة بدور أكبر في اكتشاف الأصوات المتميزة ومنحها الفرص خاصة في رمضان والمناسبات الرسمية، لأن مصر، على حد تعبيره، تمتلك إرثًا فريدًا في قراءة القرآن، معتبرًا أن “القرآن نزل في مكة، وكتب في الشام، وقرئ في مصر”، وهو ما يفسر تفوق القارئ المصري في المسابقات والمحافل الدولية، ومؤكدًا فخره الكبير بمدرسة التلاوة المصرية وما تحمله من جمال وموهبة متوارثة عبر الأجيال.




