اجتماع ترامب ونتنياهو بمارالاجو.. كيف تؤثر عليه الانحيازات؟ وهل يحسم مصير اتفاق غزة؟
ترامب
كتب-عبدالله محمود:
05:52 م
26/12/2025
يستعد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لاستقبال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في منتجع “مارالاجو” يوم الاثنين المقبل، في قمة يصفها مراقبون بـ”الحاسمة”، إذ من المتوقع أن تحدد مسار خطة السلام الأمريكية في غزة، وما إذا كانت ستنتقل إلى مرحلتها الثانية أم ستواجه الجمود.
يأتي الاجتماع المرتقب وسط مخاوف حقيقية داخل البيت الأبيض من تدهور عملية السلام واستئناف القتال إذا لم تكتسب زخما حقيقيا، بالتزامن مع تخطيط ترمب لإصدار عدة إعلانات بشأن القطاع في النصف الأول من شهر يناير المقبل.
خسارة “الفريق المقرب”
في الغرف المغلقة، باتت الدائرة المقربة من الرئيس الأمريكي محبطة إلى حد كبير بسبب إجراءات نتنياهو، التي يرى مسؤولون في البيت الأبيض أنها تضر بوقف إطلاق النار الهش وتؤخر الانتقال للمرحلة الثانية من الاتفاق.
وفي تصريح يعكس عمق الأزمة، قالت القناة 12 العبرية نقلا عن مسؤول كبير في البيت الأبيض: “إنهم جيه دي فانس، وماركو روبيو، وجاريد كوشنر، وستيف ويتكوف، وسوزي. لقد خسرهم نتنياهو. الشخص الوحيد المتبقي له هو الرئيس الذي لا يزال يحبه، لكن ترمب يرغب في أن يرى اتفاق غزة يتقدم بشكل أسرع مما هو عليه الآن”.
وجد فريق ترمب نفسه، كما كان الحال مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، عالقا في حلقة لا تنتهي من الجدال مع الإسرائيليين لأسابيع حول قضايا تكتيكية، مثل فتح معبر رفح وتوفير الخيام للنازحين قبل الشتاء.
وأشار مسؤول آخر في تصريحاته للقناة العبرية، إلى أن الإسرائيليين يبدون نادمين على الموافقة على اتفاق غزة، مضيفا: “إن تنفيذ الاتفاق صعب بما يكفي، لكن الإسرائيليين يقومون أحيانا بأمور تزيد الأمر صعوبة”.
وأوضح المسؤول أن اغتيال قادة في حماس وهجمات أوقعت ضحايا مدنيين، هو ما تعتبره الإدارة الأمريكية “خرقا لوقف إطلاق النار في غزة”.
خطة يناير: مجلس سلام وحكومة تكنوقراطية
أشارت القناة العبرية، إلى أن مسؤولي البيت الأبيض يعتزمون الإعلان عن ثلاث أمور رئيسية خلال النصف الأول من يناير المقبل وهي: مجلس السلام، حكومة تكنوقراط فلسطينية، وقوة استقرار دولية في القطاع.
وتدرس واشنطن عقد “مجلس سلام” بقيادة ترامب نفسه كجزء من المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس أواخر يناير.
ومن المقرر أن تحظى الحكومة الفلسطينية الجديدة بدعم مجلس السلام المرتقب، وبمتابعة من المبعوث الأممي السابق نيكولاي ملادينوف.
ويعمل المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف ومستشار الرئيس جاريد كوشنر مع مصر وقطر وتركيا لوضع أسس المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار، التي تشمل نزع سلاح حماس وانسحابا إضافيا لجيش الاحتلال الإسرائيلي من غزة.
تفاصيل نزع السلاح: “الثقيل أولا”
وفقا لما نقلته القناة 12 العبرية عن 3 مصادر في البيت الأبيض، تم الاتفاق خلال اجتماع عقد يوم الجمعة الماضي في ميامي، ضم ويتكوف وكوشنر مع مسؤولين من مصر وتركيا وقطرعلى أن تشرف الحكومة التكنوقراط الفلسطينية على نزع السلاح.
وتهدف تلك الخطة إلى تثبيت قناعة بأن الحكومة الجديدة هي السلطة الوحيدة المخولة بحيازة السلاح، حيث سيتم تنفيذها على 3 مراحل تبدأ بنزع الأسلحة الثقيلة بما في ذلك الصواريخ والقذائف، ثم الأسلحة الصغيرة بشكل تدريجي، وانتهاء بنزع كامل أسلحة جميع فصائل المقاومة وكذلك الميليشيات المدعومة من إسرائيل في غزة.
وأكدت القناة العبرية، أنه يمكن لحكومة التكنوقراط الفلسطينية طلب المسااعدة من قوة الاستقرار الدولية في مهمة نزع السلاح.
ومع ذلك، أبدى نتنياهو في لقاء حديث مع السيناتور الأمريكي ليندسي جراهام عن تشككا تجاه أفكار ويتكوف وكوشنر، خصوصا فيما يتعلق بنزع السلاح ودور تركيا وقطر.
الضفة الغربية.. “من أجل القلب”
لا تقتصر أجندة ترمب على غزة؛ إذ يرجّح مسؤولون أن يثير الرئيس الأمريكي قضية الضفة الغربية والمخاوف من انهيار السلطة الفلسطينية، خلال اجتماعه المرتقب مع نتيناهو.
وتسعى واشنطن إلى تنفيذ برنامج إصلاحي وصفته القناة العبرية بـ”عدواني” في السلطة الفلسطينية، لكنها ترى أن ذلك لن ينجح في حال استمرت إسرائيل في “خنقها”.
وتطالب واشنطن إسرائيل بإجراءات ملموسة تشمل التصدي عنف المستوطنين، والإفراج عن أموال الضرائب الفلسطينية، والتوصل لتفاهمات بشأن الاستيطان.
رسالة مارالاجو: تغيير الحالة الذهنية
وبينما ترى الإدارة الأمريكية أن الفرص المتاحة لإسرائيل هائلة، فإن تضرر مكانتها الدولية بعد عامين من الحرب يمثل عقبة.
وقال مسؤول أمريكي كبير: “نحتاج لمساعدة الإسرائيليين على تطبيع علاقاتهم مع بريطانيا قبل أن نساعدهم على التطبيع مع السعودية”.
وأوضح المسؤول الامريكي، أن الرسالة التي سيسمعها نتنياهو في فلوريدا سيكون مفادها: يجب الانتقال من “حالة ذهنية حربية” إلى التفكير في كيفية تعزيز السلام، مؤكدا أن “الرئيس ترامب مقتنع بأنه يستطيع مساعدة نتنياهو في كل هذه الأمور، ولكن ليس إذا استمر على سياساته الحالية”.
وفي ظل ذلك، يرى مسؤول إسرائيلي كبير أن نتائج الاجتماع في مارالاجو، ستتوقف على ما إذا كان “ترامب سينحاز لنتنياهو أم لكبار مستشاريه؟ من يدري ما الذي سيختاره ترامب؟”.




