عرب وعالم

خاصية “إكس” الجديدة تكشف هوية حسابات “أجنبية” تؤيد ترامب؟

كتب : أسماء البتاكوشي


03:23 م


25/11/2025

كشفت خاصية جديدة على منصة “إكس” (تويتر سابقًا) أن العديد من الحسابات المؤيدة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وحملته “اجعل أمريكا عظيمة مجددًا”، رغم شعاراتها ومحتواها الموجه للجمهور الأمريكي، ليست موجودة فعليًا داخل الولايات المتحدة.

وتتيح الخاصية للمستخدمين إمكانية الاطلاع على البلد أو المنطقة التي ينتمي إليها الحساب عند النقر على تاريخ إنشاء الحساب، مع خيار إخفاء البلد والاكتفاء بالمنطقة فقط.

تسلط هذه الخاصية الضوء على عدد الجهات الأجنبية التي قد تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لمحاولة التأثير على الرأي العام الأمريكي، وما قد يعنيه ذلك من نمو محاولات التأثير في المستقبل، خاصة مع الحوافز المالية الكبيرة المرتبطة بزيادة تفاعل المستخدمين.

وقال رئيس قسم المنتجات في منصة إكس نيكيتا بير: إن هذه الخطوة تمثل “مرحلة أولى مهمة لضمان سلامة الساحة الرقمية”، وأنه سيتم توفير مزيد من الأدوات للمستخدمين للتحقق من صحة المحتوى على المنصة.

وتمثل الحسابات التي كشفت عنها الخاصية أمثلة واضحة على هذه الظاهرة، مثل حساب MAGA Nation الذي يضم نحو 400 ألف متابع، ويقع فعليًا في أوروبا الشرقية، رغم شعاره “أمريكا أولًا” و”صوت وطني من أجل الشعب”، وصفحته مملوءة بمنشورات وأخبار مؤيدة لترامب تهدف إلى زيادة التفاعل، بما في ذلك استطلاعات للرأي.

أما حساب آخر باسم “أمريكا أولاً”، مع أكثر من 67 ألف متابع، فيقع في بنجلاديش، رغم محتواه الموجه للجمهور الأمريكي وصورته المتضمنة صورة للمتحدثة باسم البيت الأبيض.

وتظهر هذه الحسابات نمطًا مشتركًا، يشمل صورًا عامة مؤيدة للولايات المتحدة وترامب وعائلته، ونشر أخبار ومقاطع مُعاد تدويرها من وسائل إعلام أخرى، إلى جانب استطلاعات للرأي وأسئلة لتشجيع التفاعل، وهو ما يعزز أرباح الحسابات عبر المنصة.

وأعاد الرئيس ترامب نفسه نشر العديد من هذه الحسابات على منصة “تروث سوشيال”، مثل حساب “Commentary Donald J. Trump” الذي يطرح سؤالاً حول منع المواطنين المولودين في الخارج من الترشح للمناصب، بينما يقع الحساب في إفريقيا.

وحذر بير من أن تحديد الموقع الجغرافي للحسابات ليس مضمونًا بالكامل، لأن السفر أو استخدام شبكات VPN قد يؤثر على الموقع المعلن. ويشير الخبراء إلى أن وجود حسابات سياسية أمريكية خارج البلاد ليس بالأمر الجديد، إذ تعكس محاولات تاريخية للتأثير الأجنبي على الرأي العام الأمريكي.

وأوضح جوشوا تاكر، أستاذ العلوم السياسية بجامعة نيويورك، أن هناك دوافع سياسية واقتصادية وراء تدخل جهات أجنبية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مستشهدًا بمحاولات روسيا التأثير على الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016 باستخدام شخصيات وحسابات وهمية.

وفي السياق نفسه، قال جيك شابيرو، أستاذ الشؤون السياسية والدولية بجامعة برينستون، إن بعض الحسابات لها أهداف سياسية، بينما البعض الآخر يسعى لكسب الإيرادات من خلال جذب التفاعل عبر المحتوى الجاذب للانتباه.

وتتجاوز تداعيات الخاصية الجديدة الحسابات الأمريكية، إذ كشفت عن نشاط حسابات تقع في دول أخرى، مثل إيران وهولندا، تُستخدم للوصول إلى جمهور محدد، بما في ذلك حسابات تروج لاستقلال اسكتلندا ويمكن الوصول إليها من داخل إيران دون الحاجة لشبكات. VPN

وأشار شابيرو إلى أن دوافع “إكس” للكشف عن مواقع المستخدمين قد لا تكون مقتصرة على الشفافية فقط، بل تتعلق أيضًا بالتحديات القادمة في التمييز بين الحسابات البشرية ووكلاء الذكاء الاصطناعي، وهو ما سيكون له تأثير على استراتيجيات الإعلان والتفاعل الرقمي مستقبلاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى