أزمة “أير باص”.. كيف تتأثر الطائرات بالإشعاع الشمسي؟ وما أبرز الدول المتضررة؟
تأثر الطائرات بالإشعاع الشمسي
كتب : محمود الطوخي
08:17 م
29/11/2025
تواجه شرطة “أير باص” الأوروبية معضلة تقنية، بعد أن أطلقت تحذيرات لشركات الطيران العالمية من احتمالية تأثر طائراتها من طراز “A320” بـ”التداخل الشمسي”، بعدما اكتشفت قابلية أجهزة الكمبيوتر المثبتة على متنها لذلك، ما أدى إلى سلسلة إلغاءات جماعية للرحلات في كثير من الدول.
وحذّرت الشركة في بيان، من أن طائراتها من سلسلة “A320” – وهي واحدة من بين أكثر طائرات الركاب استخداما حول العالم – ستواجه اضطرابات، داعية إلى إجراء تحديثات برمجية لآلاف الطائرات فورا.
اكتُشفت المشكلة في أكتوبر الماضي، عندما تعرضت طائرة تابعة لشركة “جيت بلو” الأمريكية خلال رحلتها من المكسيك إلى الولايات المتحدة لانخفاض مفاجئ في الارتفاع.
وساد الاعتقاد بأن الحادث نتج عن تداخل إشعاعي شمسي شديد، أدى إلى إتلاف البيانات في أجهزة الكمبيوتر الذي يتحكم في ارتفاع الطائرة.
ووفقا لما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، يُعتقد أن ما يزيد عن 6000 طائرة أيرباص معظمها من طراز “A320” متأثرة بعملية التداخل التي تتطلب إجراء التحديث البرمجي الجديد.
في ظل توجيهات الشركة، واجهت مئات الرحلات الجوية حول العالم تأخيرات، فيما أُلغيت مئات الرحلات من الأساس، ما يفتح تساؤلات حول كيفية تأثير الإشعاع الشمسي على الطائرات، ومدى تأثر جداول الرحلات الجوية حول العالم بسبب الطائرة الأكثر استخداما.
كيف تتأثر الطائرات بالإشعاع الشمسي؟
يوضح خبراء متخصصون، أن الرحلات الجوية بشكل عام قد تتأثر بـ”القذف الكتلي الإكليلي (CME)” الذي يحدث عندما تقذف الشمس موجات من البلازما إلى الفضاء.
ويبيّن الدكتور إيان جيتلي، قائد فريق كوانتاس السابق والحاصل على درجة الدكتوراه في الإشعاع الكوني والشمسي في مجال الطيران، أنه كلما زادت شدة القذف الكتلي الإكليلي، ازدادت احتمالات حدوث مشكلات معه الأقمار الصناعية والإلكترونيات في الطائرات على ارتفاع يزيد عن 28 ألف قدم أي 8.5 كيلومتر.
يشير جيتلي، في تصريحات لـ”بي بي سي”، إلى ان القذف الكتلي الإكليلي يطلق جزيئات ذات شحنة عالية إلى الغلاف الجوي للأرض، ما يزيد الجسيمات المشحونة في الغلاف الجوي العلوي، التي قد تتداخل مع الأجهزة الإلكترونية في الطائرات.
يؤكد جيتلي، وهو طيرا سابق أيضا، أنه شهد هذه الظاهرة شخصيا بعد رحلة جوية بين مدينتي لوس أنجلوس ونيويورك عام 2023.
ما هي طائرة “أير باص A 320″؟
تصف شركة “أير باص” سلسلة طائراتها من طراز “A 320” بأنها “عائلة الطائرات المفضلة لشركات الطيران حول العالم”.
وبإمكان هذه السلسلة من طائرات أير باص التحليق لمسافة تصل إلى 4700 ميل بحري، أي 8700 كيلومتر، بطاقة استيعاب تتراوح بين 120 إلى 244 مقعدا.
تستخدم طائرة “A 320” 50% من وقود الطيران المستدام، الذي تسعى الشركة الأوروبية إلى استخدامه بنسبة 100% بحلول عام 2030.
وبفضل محركاتها من نوع “توربوفان” المتطورة، تستفيد الطائرة من تقليل استهلاك الوقود بنسبة 20% مقارنة بالأجيال السابقة من الطائرات.
ما هي الدول المتأثرة؟
أعلنت وكالة سلامة الطيران الأوروبية، أنها اعتبارا من 29 نوفمبر الجاري لن تتمكن الطائرات التي يُعتقد أنها متأثرة، من نقل الركاب إلى بعد إصلاحها.
وأوضحت، أن تلك الطائرات سيُسمح لها فقط بإجراء ما يسمى “رحلات العبارات” دون ركاب، للوصول إلى مراكز الصيانة.
في الولايات المتحدة، ظهرت مشكلة البرمجيات في طائرات أير باص، بالتزامن مع عطلة نهاية الأسبوع التي تصادف عيد الشكر، ما يجعلها واحدة من بين أكثر فترات العطلات ازدحاما في أمريكا.
ونوّهت إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية، الأسبوع الماضي، إلى أن من المتوقع أن تكون هذه الفترة الأكثر ازدحاما منذ 15 عاما.
وتعتمد 4 أمريكية وهي من بين أكبر 10 شركات طيران في العالم تشغّل طائرات “أير باص A 320″، وهي: دلتا أير لاينز، و الخطوط الجوية الأمريكية، وجيت بلو، ويونايتد أيرلاينز.
وذكرت الخطوط الجوية الأمريكية في بيان، أن 340 من طائراتها تأثرت بالمشكلة الحالية.
وفي اليابان، أعلنت شركة الخطوط الجوية “ANA” إلغاء رحلاتها من أجل تحديث برمجيات، بعد استدعاء طائراتها، وفقا لرويترز.
وتعد الشركة التي ألغت 65 رحلة اليوم السبت، إلى جانب شركات تابعة مثل “بيتش أفييشن”، أكبر مشغل لطائرات أير باص ذات الممر الواحد بما في ذلك “A 320” في اليابان.
أمّا في بريطانيا، فقد صرّحت وزير النقل هايدي ألكسندر بأن تأثير المشكلة الفنية في طائرات أير باص في المملكة المتحدة يبدو محدودا، مع وجود أقل عدد من الطائرات التي تستلزم تحديثات أكثر تعقيدا في البرامج والأجهزة.
رغم ذلك، نصحت ألكسندر المسافرين بالتواصل مع شركات الطيران الخاصة بهم للحصول على أحدث المعلومات.
كم من الوقت سيستغرق إجراء التحديثات البرمجية؟
تشير التقديرات إلى أن ما يزيد عن 6 آلاف طائرة تأثرت بالمشكلة التقنية. وفي معظم الطائرات يستغرق تثبيت تحديثات جديدة على جهاز كمبيوتر قرابة 3 ساعات.
مع ذلك، فإن 900 طائرة قديمة ستحتاج إلى استبدال أجهزة الكمبيوتر، في حين لن يُسمح لهده الطائرات بنقل الركاب مرة أخرى حتى اكتمال التحديثات البرمجية، وفقا لـ”بي بي سي”.
لذلك، سيعتمد الوقت الذي يستغرقه إجراء التحديثات في جميع الطائرات، على مدى توفر أجهزة الكمبيوتر البديلة. فيما لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الأجزاء المتوفرة حاليا كافية لتلبية احتياجات هذه الاعداد من الطائرات.




