آلاف الضباط يفرون.. أزمة غير مسبوقة في الجيش الإسرائيلي |تفاصيل
جيش الاحتلال
كتب : سهر عبد الرحيم
12:18 م
30/11/2025
كشفت صحيفة “معاريف” العبرية، أن الجيش الإسرائيلي يمرّ بأخطر أزمة منذ تأسيسه، تتمثل في نقص القوى العاملة الذي يُقدر بنحو 12 ألف جندي منهم 9 آلاف مقاتل و3 آلاف من القوات المساندة، إذ يسعى آلاف الضباط والجنود للمغادرة، بينما لا يرغب الشباب في الالتحاق بالخدمة الدائمة.
وقالت الصحيفة، إنه على مدى السنوات القليلة الماضية، تراجعت جودة القوى العاملة الدائمة بشكل كبير، مضيفة “لقد وصل الوضع إلى حدٍّ لا يوجد فيه من يتولى أمر الأسلحة ولا من يعيد بناء الجيش، إذا استمر الوضع على هذا النحو، فسنفقد قريبًا قدرة الجيش على العمل بشكل كامل”.
أسباب الأزمة
أوضحت “معاريف”، أن هذه المشاكل ناتجة عن قرارات اتخذها رؤساء الأركان غير الصائبة، مثل التخفيضات الكبيرة في القوى العاملة وتقصير مدة خدمة الجنود، مشيرة إلى أن شعبة شؤون الموظفين في الجيش، المسؤولة عن إدارة الموارد البشرية، أدّت عملها لسنواتٍ دون احترافية أو مسؤولية، متجاهلةً قضايا حرجة.
ومن أبرز هذه الأسباب، بحسب الصحيفة العبرية:
1/ الاختيار السلبي
يعمل النظام الإسرائيلي حاليًا وفقًا لنموذج “الاختيار السلبي”، إذ لا يرغب القادة والضباط الأكفاء في الاستمرار بالخدمة بسبب الجمود الوظيفي، وأساليب العمل القديمة وثقافة تنظيمية معيبة. ونتيجة لذلك، يغادر أصحاب الكفاءة، بينما تبقى في مواقع القيادة عناصر أقل قدرة على إدارة التحديات المتصاعدة. ومع هذا الواقع، تصبح قدرة الجيش على معالجة أزماته البشرية أمرًا بالغ الصعوبة، إن لم يكن مستحيلًا.
2/ تغليب المصالح الشخصية
يُفضل ضباط الجيش الإسرائيلي، وخاصة قادة العمليات الخاصة، تغليب مصالحهم الشخصية على المهنية، إذ ينشغلون باعتبارات سياسية وأخرى تتعلق بالسمعة – كالظهور أمام لجان الكنيست – بدلًا من إدارة الموارد البشرية الأساسية.

ويزيد الوضع سوء انتشار ثقافة إخفاء المعلومات، حتى أن رئيس قيادة العمليات الخاصة نفسه لا يملك صورة حقيقية أو كاملة عن الموارد البشرية، ما يمنع معالجة الأسباب الجذرية ويشل القدرة على عرض الواقع الخطير أمام المستويات السياسية والأمنية.
ووفقًا لـ”معاريف”، فإن الجيش الإسرائيلي لا يمتلك صورة دقيقة للوضع الراهن للقوى العاملة الحالية والفجوات في كل وحدة، مضيفة “يعمل الجيش كمنظمة لا تعرف عدد أفرادها، ومواقع تمركزهم، والمهارات الأساسية التي يمتلكونها، هذا الخلل يُشلّ تمامًا قدرة النظام على إدارة الأزمات وتوفير استجابة فعّالة لاحتياجات الوحدات القتالية”.
3/ الجمود التنظيمي
قالت الصحيفة، إن المنظمة العسكرية تعاني من جمود فكري وتنظيمي، إذ لا توفر للضباط والقادة الأدوات اللازمة للتطوير الشخصي والمهني المتقدم، لافتة إلى أن هذا الوضع يُعزز ظاهرة “الاختيار غير السليم” المذكورة سابقًا، والتي تُقصي القادة ذوي الكفاءة العالية الذين لا يرون أي آفاق للنمو، وتترك النظام في أيدي ضعيفة.

4/ انعدام الرقابة ونقص التدريب
ذكرت “معاريف”، أن نظام الرقابة والإشراف في الجيش الإسرائيلي لم يكن يعمل على الإطلاق قبل حرب غزة التي اندلعت في أكتوبر 2023، وتفاقم الوضع خلالها.
وأشارت إلى أن الضباط يعلمون أنهم لن يتعرضوا للنقد أو العقاب، “هذه الثقافة من انعدام القانون تُعطل تمامًا القدرة على تنفيذ المهام ضمن خطة منهجية مُدارة، وتُعدّ دليلًا على تدهور القيادة”، بحسب “معاريف”.
وكشفت الصحيفة، أن هناك نقص حاد في التدريب المُنتظم لقوات الاحتياط، بما في ذلك في التخصصات الحيوية مثل القتال الميداني والطب والاستخبارات والاتصالات. ووصل هذا القصور إلى حد غياب التدريب المُحدّث حتى خلال الحرب نفسها، وأدى ذلك إلى التخلي عن الوحدات وإجبارها على أداء مهام مُعقدة وحرجة دون كفاءة مهنية كافية.

5/ ثقافة النقاش وغياب التنفيذ
بحسب الصحيفة العبرية، فإن هناك تركيز مفرط على النقاشات والتخطيط “ثقافة النقاش” داخل الجيش الإسرائيلي على حساب التنفيذ الفعال، مشيرة إلى أن الميل إلى النقاش أصبح “ملجأ” يُمكّن ويُديم عدم التنفيذ بين ضباط الجيش، مما يُزعزع علاقة “التخطيط مقابل التنفيذ”.
واختتمت صحيفة “معاريف” العبرية حديثها، بالقول إنه إذا استمر هذا الوضع في المنظومة العسكرية، فإن نظام شؤون الموظفين في الجيش الإسرائيلي في طور الانهيار، ويترتب على ذلك عواقب وخيمة على أداء الجيش الطبيعي (الروتيني) وكذلك في زمن الحرب.




